الصباح/3أبريل /2019
دخل عبد العزيز بوتفليقة السلطة وهو أكبر من عمره بكثير، ليغادرها وهو أقل من عمره بأكثر .
حتي وان كان الرجل قد ولد ا الجزائر، فلا أحد يقدر أن يقول بأن الجزائر لم تولد فيه .
انقلب بوتفليقة رجل الدولة،على بوتفليقة رجل السياسة، على بوتفليقة رجل الثورة، ولكن كانت الجزائر هي عنوان المشترك فى كل مرة .
ربما من سوء طالع الرجال الكبار هي نهايتهم الصغيرة، فقد دخل بوتفليقة التاريخ وكانت الثورة له ليخرج منه والثورة عليه.
هل السلطة هي مقبرة الكبار.
بوتفليقة اختارته الجزائر في أكثر من مناسبة ، عندما كان محاربا ، وعندما كان سياسيا ، وعندما كان حاكما، وهرب من الجزائر ليهرب إليها، ولكن مشكلته أنه لم يختر الجزائر .
ربما خذلته الأعوام، ربما خذلته الظروف ، ربما خذله الناس، المؤكد الوحيد انه خذل نفسه .
دخل بوتفليقة في حالة نزيف حاد ليس فى الدماغ ، لأن الأسوأ من ذلك هو نزيف تاريخه، فالدين حاولوا أن يعيشوا على ماضيهم خسروا حاضرهم وحتى ماضيهم أيضا .
ربما كان بوتفليقة أن يرى دخوله إلى قصر المرادية هو بداية العد التنازلي للخروج منه، ولكنها فتنة السلطة، أضوائها ، مستحضراتها المظلمة، أغلقت عليه النور ليرى نفسه .
من دخل معركة الحياة أو الموت من أجل الجزائر؟
من وضع القطار الجزائري على سكته، وليبتعد بالجزائر عن المحطة الأفغانية؟
من ترك المأذون الشرعي ليعقد قرانه على وطن؟
مأساة بوتفليقة أنه قد عرف متى يدخل ولكنه لم يعرف متي يخرج، مطب يقع فيه لاعبو القمار غالبا .
بوتفليقة لم يريح تاريخةء في لعبة روليبت،ولكنه صار على المكشوف لأنه نسى خارطة الخروج الآمن لتاريخة .
استقالة متأخر، كموت بسبب غصة في الطعام بعيدا عن معركة واجبة .