الصباح /8 أبريل /2019
مدينة لا تستطيع أن تكون محايدا أمام حضورها المتدفق ،فالحياد غير ممكنا أمام أصوات العصافير، ورائحة الياسمين ، وألوان قوس قزح.
طرابلس مدينة تحتاج لأكثر من 28حرفا لابتكار أبجدية تليق بها .
لهذا فالكتابة عن مدينة لا تشبه إلا نفسها مغامرة ليست موفقة ، لأنها المدينة الأكبر من الكلمات .
طرابلس تمنح عطرها للجميع ، وتمنح دفئها للجميع ، لا تعرف الانتقائية، وليس في قاموسها ، أولاد بلد وأولاد غير بلد .
ولكن قدر المدن الرائعة مثل قدر النساء الجميلات ، كثير ما يتعرضن للأذى، وكثيرا ما يتعرضن للبذاءة،فبقدر ما في العالم من فراشات ملونة ، وأسماك زينة رشيقة ، وأشجار الورود، هناك عقارب ، أشواك، وكلاب مسعورة.
حتى وان كان من الصعب أن تستقيم المدينة التي لانملك إلا أن نحبها.
لا مكان للخراتيت، والدنياصورات المنقرضة في ابراج الحمام ، وحدائق القرنفل .
ستظل طرابلس هي الأجمل، ومهما كان جنون أسماك القرش فليس بوسعها ابتلاع البحر .