الصباح 15 ابريل 2019
اليوم كنا على سندخل مرحلة مابعد الملتقى الجامع في غدامس .
كانت أمامنا فرصة حل على صيغة لا غالب ولا مغلوب .
كانت أمامنا إمكانية لأن نجلس مع بعضنا البعض، وإمكانية نستمع إلى بعضنا بعضا .
وماذا كنا سنخسر لوجلسنا، لو فتحنا صدورنا بدل فتح القبور؟
اليوم بعد أكثر من عشرة أيام من الاعتداء على منطق الجلوس، ومنطق الحوار ، ومنطق العقل ماذا كسبنا؟
خسرنا مئات من الشباب بعضه قد مات ، وبعضهم سيعيش ميتا، وخسرنا الممتلكات ونخسر وائما مجتمعيا .
كنا محتاجين إلي عشرة أيام للاقتراب من الحل، اليوم ابتعدنا عنه أكثر من أربع سنوات .
كنا نريد دولة مدنية تتعزز فيها قيم المواطنة ، يتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي،وهذا جزء من ملتقى غدامس.
كنا نريد توحيد المؤسسات السيادية، فلا يمكن أن يكون مصرفين ، أو رقابتين، أو حكومتين والوطن واحد ، وهذا جزء من ملتقى غدامس .
كنا نريد مؤسسة عسكرية على عقيده حماية الوطن ، والدستور ، ومؤسسة شرطية على عقيدة حماية الوطن والقانون ، وهذا جزء من ملتقى غدامس .
كنت نريد ترانزيت قصيرا لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية المرتبكة ، وانهاء حالة الاحتباس السياسي، وهذا جزء من ملتقى غدامس .
فلماذا الانقلاب على كل مدخلات ملتقى غدامس ، لنجد أنفسنا أمام مخرجات ليل دامس ؟
الحرب ليس فقط على طرابلس المدينة ، بل على كل ماتحقق عبر كل جولات الحوار ، عبر صولات النقاش بيننا نحن الذين نريد حياة مشتركة، على أرض واحدة .
نعم الحرب ليست فقط على طرابلس، بل على بصيص الأمل الذي كنا نتطلع أن يأتي من غدامس .
والحروب القذرة لا يمكن أن تكون اهدافها نبيلة .