الصباح /9 مايو /2019
قبل يوم (أربعة أربعة)، كان أغلب الليبيين يضعون عيونهم على غدامس، وقد تحول حلمهم في استعادة دولتهم الموحدة، المستقرة من التطلع، إلى الانتظار.
كانت حالة الاقتراب بين الليبيين وصلت إلى محطة مهمة، بعد أربعة أعوام من جهود المصالحة، ومن فتح الصفحات الجديدة، ومن استعادة الوئام المجتمعي، ومن بناء جسور الثقة.
وكان التأسيس لدولة، اعتمادا على كل ما هو مشترك، قد بدأ يتحقق رغم الكثير من المعوقات، والكثير من المعوقين.
وكانت هيبة الدولة تعود، حتى وأن كانت بطيئة، وحالة الافلات من العقاب تتراجع، ولو بشكل تدريجي.
وكانت المسافة الباقية على المؤتمر الجامع لا تتجاوز العشرة أيام، الذي سيكون بداية الحل، إذا لم يكن نهاية المشكلة.
كان كل شيء في ليبيا، يؤشر إلى ما هو أفضل، حتى وجد الليبيين أنفسهم أمام ما هو أسوأ.
حرب مفتوحة على طرابلس بكل الاسلحة، وبكل الاحقاد، وأخرى على كل ما كان سيتحقق في مؤتمر غدامس.
كم من أخضر ويابس ستأكله هذه الحرب؟
كل يوم نفقد ليبيين، وكل يوم نفقد ممتلكات ليبية، وكل يوم نخسر وقت ليبي، وكل يوم سوف نردد متى تنتهي هذه الحرب، ولكن ننسى السؤال ماذا بعد الحرب؟
الحرب لا تترك فقط الأبنية المخربة، وشهادات الوفاة، بقايا الحرائق.
الحرب ستعود بنا إلى ما قبل المربع الصفر، وسنكون محملين الضغائن، والأحقاد، والكراهية.
اليوم نحن نعود إلى أكثر من أربعة سنوات للوراء، ولكن نحتاج إلى أكثر من عشرة أعوام أخرى لمحو أثار هذا العدوان، ليس على طرابلس فقط بل على كل الليبيين كلحمة، ووئام، وتعاضد.