الصباح /20 مايو /2019
افضل جبهة مفتوحة في كل حروب الليبيين ضد الليبيين، هي الجبهة المفتوحة من قبل كتيبة الهلال الأحمر.
فلكما تفتح جبهتين، في أي منطقة اشتباك ، لابد أن تكون الثالثة لجمعية الهلال الأحمر.
دباباتهم سيارات إسعاف ، ومدافعهم الرشاشة نقالات الجرحي ، وأجهزة التنفس، وذخيرتهم قطن ، وشاش وأبر تغذية.
رغم كترة الحروب ، على مدى كل هذه الأعوام، ولم يسجل على عناصر الهلال الأحمر انهم قدموا.
ورغم شدة المعارك بين المتحاربين، في مختلف مناطق ليبيا ، ولم يسجل على عناصر الهلال الأحمر انهم قدموا تراجعوا .
كم أنقذوا من أسرة عالقة داخل مناطق الاشتباك ، وفي تقاطع النيران، رغم حجم الخطورة؟
وكم أسعفوا من جريح ينزيف من داخل دائرة النار ، ومن قلب المعارك ، رغم حجم المخاطرة؟
ماذا لو ظل رجال الهلال الأحمر في يبوتهم ، بين أطفالهم ، عائلاتهم، بعيدا عن مشهد الدم ، وبعيدا آهات الضحايا ، وبعيدا عن غبار المعارك؟
وماذا لو لم يكمن هناك هلال الأحمر يحارب الموت ، ويحارب الألم، ليكون البعد الإنساني في حروب ، تفتقد أبعادها الإنسانية؟
لقد فقد الهلال الأحمر الكثير من أبناء هذه المؤسسة، برصاص طائش وبرصاص غير طائش ومع ذلك ظلوا دائما يعملون بأداء استثنائي ، وباصرار كبير .
واذا كان هناك من لايهمهم موت الآخرين كي يعيشوا ، فرجال الهلال الأحمر، لاتهمهم الموت بقدر ماتهمهم حياة الآخرين .
ولهذا تستحق جمعية الهلال الأحمر أكثر من جائزة نوبل ، رغم أن أفضل الجوائز على الإطلاق هو الانتصار للضمير .