الصباح الاربعاء 14 ذو القعدة 1440 – الموافق 17 يوليو 2019
لعل أفضل عبارة كان يمكن لعالم بحجم ” توماس اديسون ” أن يرددها، وهو يبتكر للبشرية وللعالم الطاقة الكهربائية هي :” أن الغروب ليس نهاية النهار “.
ولكن ما يمكن ان يردده مواطن ليبي بحجم هذه الضائقة الليبية هو : ” الشروق ليس نهاية الليل ”
إنه المواطن الليبي الأكثر إحساسا بقيمة الكهرباء ليس بسبب أسعارها العالية ، بل بسبب انقطاعها المستمر ، ويظل الصبر ليس مفتاح الكهرباء .
“توزيع أحمال” .. كلمة صارت أحد مفردات القاموس اليومي في الشارع الليبي ، الذي تقلصت تطلعاته لدرجة حمله في تقليل ساعات طرح الأحمال .
هل المشكلة معلومة غائبة، وقد تكون مغيبة ، أم ثقة لم تعد متوفرة في مسؤول ليبي ، كثيرا ما يعد، وغالبا ما لا يفي بوعوده ؟
الأزمة هي عجز في الطاقة بين حجم الطلب عليها، وحجم المتاحة من توليدها .تبقي الأرقام دائما أصدق إنباء من الكلام .
لقد أرتفع منسوب الطلب على الطاقة الكهربائية في ليبيا ، بلد السبعة ملايين ، ليتجاوز حجم الاستهلاك في المغرب بلد الأربعين مليونا ، وضعف الاستهلاك في تونس ولكن هذا الاستهلاك الزائد ، لا يعكس قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، بل أنه مجرد استهلاك جائر .
السبب وراء كل هذا الاستهلاك هي تقافة كل ما هو حكومي ، هو مجاني .
إن قطاع الكهرباء ليس استثناء من حالة ليبية عامة ، فقد توقف العمل في مشاريع محطات التوليد الجديدة ، ولم تعد القديمة تحصل على الصيانة الدورية الأزمة، هذا غير ما تعرضت له مرافق الشركة من أعمال تخريب ، وسطو ، والأسوأ هي الاشتباكات التي عنوانها الدائم ضرب الشبكات .
ولكن ذلك لا يجعلنا نغفل تضخم أرقام الإنفاق بالنسبة للشركة التي تعاطفنا معها كثيرا وغضبنا منها كثيرا .