الصباح الثلاثاء 27 ذو القعدة 1440 – الموافق 30 يوليو 2019
قبل يوم (اربعة – اربعة)، لم نكن فد انتهينا من حالة الانقسام المؤسساتي ، ولكن نقدر أن نقول ، أن هناك جهدا ، وهناك إدارة، وهناك دخولا لتوحيد المقسم ، ليس بداية من المؤسسة المعرفية ، ولا نهاية بالامنية .
في التعليم كان هناك عمل كبير من أجل إمتحانات موحدة ، ومنهج موحد ، ورزنامة عام دراسي موحدة ، وفي النهاية قطاع تعليمي لا يمكن أن يكون تعليما .
وفي المالية كانت الإجتماعات، واللقاءات ، قد تجاوزت التنسيق ، ولتبدأ عمليا مرحلة التوحيد ، سواء جهة صرف المرتبات ، او جهة الإنفاق العام .
وفي المؤسسة الرقابية كانت هناك لقاءات أكثر من مهمة لتوحيد السياسات ، والإجراءات والتأثيث لديوان محاسبة فاعل ، بأداء أعلى.
وفي المؤسسة العسكرية ، كانت هناك أكثر من جولة نقاش مفتوح ، للخروج من حالة انقسام غير مقبول ، وكانت هناك خطوات مهمة قد تحققت ، أو على الأقل بصدد التحقيق .
وفي المؤسسة الأمنية، كانت هناك لقاءات لضبط أمن من طرابلس ، وزملاء من بنغازي ، وكانت هناك مسافة مقطوعة من رحلة توحيد المؤسسة الأمنية.
والأهم من هذه المحاولات لتوحيد المؤسسات هو القناعة العامة بعدم جدوى هذا الانقسام المؤسساتي .
فلا يمكن إستعادة هيبة النظام التعليمي ، وتحسين جودة التعليم بدون قطاع تعليمي واحد .
ولا يمكن تطوير الأداء العام ، والضغط على مفرزات الفساد بدون مؤسسة رقابة إدارية ومالية ، وفنية واحدة .
ولكن بعد ( اربعة – اربعة ) زاد الانقسام أكثر، وبدل أن نذهب خطوة على رصيف التوحيد عدنا مئة خطوة للوراء .
والاسوأ من الانقسام المؤسساتي، هو الانقسام السياسي ، والانقسام المجتمعي ، والكارثي هو فائض الضحايا .