الصباح
في كل مرة تنط مجموعة مسلحة ، وتغلق أحد حقول النفط وترمي على ظهور الليبين فاتورة بكم مئة مليون دولار ، ثم تعود لقواعدها المناطقية ، والقبلية سالمة .
أكثر من ثمانية أعوام، من الاعتداءات على المرافق النفطية ، وإعلان القوة القاهرة ، وثلاثة أرباع المشكلة من حرس المنشأت النفطية .
لو قمنا بجردة صغيرة ، لاكتشفنا ، رقما كارثيا يتخطى المئة والخمسين مليار دولار خسائر الليبين من إغلاق الحقول ، وقبل ذلك العقول .
مئة وخمسون مليار دولار رقم يلبي كل الطلب على العملة الأجنبية لمدة أكثر من ثلاث سنوات ، والدولار بدينار فاصل ثلاثة .
يعني لو لم تحدث هذه الاعتداءات على إمدادات النفظ ، من جظران السدرة ، إلى جظارين الشرارة ، لما كنا في هذا الوضع الصعب ، محاصرين بجملة من المختنقات الاقتصادية .
فلا فساد اعتمادات ، ولادينار مكسور الجناحين في سوق المشير ، ولا طوابير حلزونية على المصارف ، من أول الليل ، ولا نسبة تضخم طارت فوق كل المعدلات الآمنة.
فهل يمكن لداعش أن تفعل أكثر مما فعل جظراعش ، حتى وإن كانت حريصة على الإنتقام من الليبين ؟
هناك من يقول على قلة فهم ، او كثرة سياسة ، ليبقى النفظ في مكامنه ، حتى لا يذهب للسراق أو للحذاق .
بمعنى : لكي لا يختلسون بعض الغلة ، نشعل النار في المحصول كله .
النفظ هو الصديق الوحيد لليبين ، وهو من يؤمن لهم أكلهم وشربهم ، وعلاجهم ، وسفرهم حتى لأداء الحج ، وتصوروا ليبيا بدون نفظ ، وبدون مرتبات نتقاضاها على أول مربوط درجة الاوبك .
ثم يانفط اليوم بفلوس ، غدا قد لا ينفع حتى لمداواة جرب الإبل.
فهل ندرك أن قطع الأرزاق ليست أقل هولا من قطع الاعناق .