صحيفة الصباح
عيد الأضحى، ليست ظاهرة استهلاكية ، ولكن قد تحول إلي ماهو أسوأ من وليمة باذخة.
وبدللاً ان نتكلم عن قيم التضحية ، وبدلاً ان نفتح موضوع ثقافة التطوع ، صرنا نتكلم عن شروط الأضحية، وارتفاع سعر الأضاحي، ونفتح موضوعات عن موائد مابعد الذبح.
ولكن بعيدا عن رسالة التضحية ، وبعيدا عن فلسفة عيد الأضحى ، وقيمة ، من تبجيل الآخر، والتضحية من أجله.
لماذا نحتفل بعيد الأضحى، حتى أننا نرى من الصعب أن تكون عائلة بدون أضحية ، لينتهي أول يوم بتسييل أكثر من مليوني خروف؟
هل فكرنا ونحن نتلذذ بلحم دبائح العيد ، إننا قد تلذذنا بلحم بعضنا قبل ذلك ، ليس بداية من الاستغلال ، والغش ، ولا نهاية بذبح كل من الآخر في معارك ليست واجبة ، وليست منتجة ، وخاسرة ؟
هل فكرنا كم قتيل من الليبين بين عيد الفطر ، وعيد الأضحى، بعضهم تضحية ، وأغلبهم ضحايا . بسبب شراهة غيرهم العالية للسلطة.
هل فكرنا في قفل مفتاح الكهرباء ، لمشاركة غيرنا ظروف إنقطاع التيار ، أو المساهمة في تقليص مساحة طرح الأحمال؟
هل فكرنا في جارنا ، كيف تدبر ثمن أضحيتة من أجل أن لا ينكسر أطفاله ونحن نتفاخر بذبح اثنتين ، وحتى ثلاثة؟
هل فكرنا في مريض يحتاج إلى علبة دواء أكثر من حاجتنا إلى مناسبة شواء؟
هل فكرنا أن عيد الأضحى، هو مناسبة لنبذ الأنانية، لأن رسالته التضحية بالنفس، والرحمة ؟
هل فكرنا ذات مأساة ماقاله المتنبي ذات عيد ” عيد بأية حال عدت ياعيد”؟
نعم هل فكرنا في وطن ينبغي أن نضحي من أجله، وليس نضحي به.