صحيفة الصباح
منظمة الأمم المتحدة التي تأسست في أعقاب جرب عالمية ثانية تلبية لرغبات الشعوب قي تجنب ويلات حروب جديدة ودمار آخر أبشع واقسى من التأثيرات السابقة خاصة وأن العالم دخل عصر (الذرة) واستخدامها فعليا في مثل هذه الأيام من العام 1945 م من طرف الولايات المتحدة الأمريكية ضد المديننتين اليابانيتين (هيروشيما) و(ناجازاكي) بحيث كان الدمار شاملا للبشر والحجر والحياة ذاتها وفي تلك المدن التي لا تزال وحتى هذه اللحظات تعاني من تأثيرات الغبار الذري ويزورها الناس من مختلف بقاع الارض من أجل أن تصل رسالتهم إلى قادة العالم وخاصة منهم دول ( النادي النووي ) بضرورة قفل ملف السلاح الذري نهائيا وعدم تطوير أسلحة الدمار الشامل.
إن منظمة الامم المتحدة تتحمل كذلك مسؤولية فض النزاعات سواء التي تنشأ بين دولتين – أو حتى داخل الدولة الواحدة .. وخلال مسيرة المنظمة الاممية لاحظنا انها تدخلت في اكثر من موقع عبر وسطاء وقوات طوارئ دولية وغير ذلك من الترتيبات التي انتجت نوعا من الإستقرار وحفظ الأمن ولو بصورة جزئية.
لكن الساحة الليبية وماتشهده قد يخالف ماسبق ، ويقدم دليلا على عدم (نجاعة)التدخل الاممي سواء عبر مجلس الأمن او عبر المبعوث الدولي فالازمة الليبية لاتزال تراوح في مكانها ومنذ ثمانية أعوام رغم تعدد المبعوثين والوسطاء الامميين !!
وبلاحظ المراقبون بأنه وخلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي يوم 30 يوليو الماضي كيف أن المندوب الليبي أعرب عن أسفه لعدم اتخاد مجلس الأمن قرارا بوقف اشتباكات طرابلس التي دخلت شهرها الخامس وحصدت اكثر من 1200 ضحية فضلا عن أكثر من 6000 مصابا وجريحا ونزوحا جماعيا من ضواحي العاصمة فاقت اعداده مائة ألف مواطن تم تسكينهم في مراكز إيواء بمختلف مناطق العاصمة وأضاف المندوب الليبي إلى ذلك قوله بأن الاشتباكات ماكان لها لتستمر إذا جرى مواجهتها بقرارات (حاسمة) من مجلس الأمن واننا نعول على وحدة صوت المجلس في التعامل مع الازمة الليبية وبأن حكومة الوفاق الوطني مستعدة للتعاون مع مجلس الأمن فيما يقرره لصالح وقف نزيف الدماء في ليبيا وبأنها ايضا وبرغم التحديات تؤمن بأن الحل السلمي لبناء الدولة المدنية ولا حل عسكري للوضع في ليبيا..وبحسب المراقبين لوقائع جلسة مجلس الأمن فأنه كان من المفترض ان يكون التجاوب فوريا وسريعا لانهاء معاناة الليبين ووقف العدوان ولكن ذلك لم يحصل يعني ان معاناة الليبين سوف يستمر – وبأن حنفيات الدماء لن تغلق ولقد كانت مجزرة مدينة مرزق في اليومين الماضيين نتيجة لذلك التراخي وعدم المبالاة من طرف مجلس الأمن-فأرواح أكثر من مائة مواطن مدني مابين قتيل وجريح في مجزرة مرزق ليست في حسابات الكبار من أعضاء مجلس الأمن الدائمين بصفة خاصة ولا في حسابات المنظمة الاممية بصورة عامة.
ان ليبيا اليوم وبعد الشهور الخمسة من الحرب والاشتباكات التي تقع في ضواحي العاصمة والمجازر في حنوب البلاد بحاجة الى التدخل السريع من طرف الاصدقاء والاشقاء وخاصة في الإتحاد الإفريقي الذي ثبت نجاح مهمة مبعوثيه في أكثر من موقع بالقارة وفي السودان تحديدا حيث أعلن الوسيط الإفريقي الى ذلك البلد وهو الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد ليات خلال اليومين الماضيين عن نجاح مهمته في ذلك البلد وبانه سيغادر السودان بعد التوصل الى اتفاق بين الأطراف المتصارعة في ذلك البلد منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وبحسب مراقبين فإن مثل ذلك النجاح الذي يحسب للإتحاد الافريقي – يتمنى الجميع ان يتكرر في ساحة أخرى وتحديدا (ليبيا) خاصة وان قادة وزعماء القارة السمراء اجمعوا في قمة (نيامي) الاستثنائية مؤخرا على ضرورة وأهمية الدور الافريقي في تحقيق الاستقرار والسلم الاهلي في ليبيا.