صحيفة الصباح
تجاوزت الصباح عددها المئة .. وبلغة الصحافة كل عدد يمكن أن يعد خطوة إلى الأمام في الطريق الصعبة نحو تبديد عتمة الواقع التي إستبدت طوال سنوات عجاف من غياب الصحف الورقية المطبوعة..
فرح المثقف الليبي الذي رصدته الصحيفة في عددها المئوي بهذا الإصدار الوليد ، لا تفسير له إلا الوعي بأهمية وجود منبر يهتم بالإنتاج الثقافي والأدبي والابداعي ، ممول من الخزينة العامة المملوكة لكل الليبين – نظريا على الأقل- ويتيح للجميع بغض النظر عن مشاربهم الأيديولوجية والسياسية والجهوية فرصة النشر وفق المعايير الموضوعية والفنية المتعارف عليها في صحافة العالم ذات الأهتمام بالشأن الثقافي ..
لم يكن الرهان الأساسي على صدور صحيفة الصباح المنافسة في السبق الصحفي أو تقديم مادة خبرية وإعلامية متجاوزة للمتوفر في السوق المحلية فهذا أمر حسمته التطورات التقنية على الشبكة العنكبوتية والفضائيات المنتشرة في السموات المفتوحة..
التعويل – من وجهة نظري على الأقل- كان مرتبطا بتوفير نافذة للنشر الإبداعي والصحفي وفق مقاييس مهنية محضة .. ووفق هذا الإجتهاد يمكن القول أن انتظام صدور الملحق الثقافي وبقية الملاحق النوعية في صحيفة الصباح اليومية الشاملة التابعة لهيئة دعم وتشجيع الصحافة هو الإنجاز الأهم في هذا المرحلة التي توقفت فيها الإصدارات بكل أنواعها وتسمياتها طوال سنوات عجاف من الإهمال والقصدية في تهميش الفعل الثقافي والابداعي ..
لا أحد يقول أن ما يقدمه الزملاء الأعزاء في القسم الثقافي بصحيفة الصباح يعد فتحا ثقافيا غير مسبوق لكننا نجد لأنفسنا كل المبررات ، لتصنيف مايقومون به كمحاولة جادة تستحق التثمين والتقدير العالي لإشعال شمعة بدل من الاكتفاء بلعن الظلام..
مايزال الطريق طويلا للوصول إلى الحد الأدنى مما نطمح إليه ويطمح إليه الزملاء من مستوى في الملحق الثقافي، وما يزيد الأمر صعوبة ، الظرف العام الذي تمر به بلادنا ماعطل كل ممكنات الداء الطبيعي في كافة مناحي الحياة فما بالك مجال الإبداع والثقافة .. وبرغم ذلك ما يزال القصور الأساسي في إنجاز الطموح اساسه هذا الفتور الملحوظ من قبل الكتاب والمبدعين من شعراء وروائيين ونقاد في التعاطي مع الدعوات الملحة للمساهمة في تغذية صفحات الملحق بما تجود به قرائحهم من اعمال نثرية وشعرية ونقدية تساهم في تعميم المعرفة والوعي والمتعة على قاريء ضنين لم يعد شغوفا كما السابق بسبب تغير الذائقة العامة تأثرا بثقافة العولمة ولغتها وآدابها الجديدة..
مائة شمعة في عمر الصباح وملحقها الثقافي الصادر أسبوعيا مناسبة لتجديد الدعوة لأدباء وكتاب ومبدعي ليبيا الكبار والشباب للإنظمام إلى فريق الصباح الثقافي والمشاركة في معركة استرداد الوعي الوطني والارتفاع بالاحاسيس والمشاعر ومستوى المعرفة ..
شكرا نصرالدين وعبدالحكيم وجمال وصالح وسعاد ..