صحيفة الصباح
في مظاهرات لبنان الكرنفالية ، لا أحد يسأل الآخر عن دينه، ولا عن مذهبه، ولا عن عرقة . الكل يجمعهم شارع واحد، وهتاف واحد، واحتجاج واحد، وسقف واحد، قد تكون السماء . والحقيقة أن ما يجمع اللبنانيون ، هو لبنان، بمخنتقاته الاقتصادية، وارتباكاته السياسية ، وظروفه الأمنية وحتي لو أن هذه المظاهرات المتميزة ، لم تهمزم الحكومة ، يكفي أنها هزمت دولة الطوائف، وانتصرت لدولة المواطنة ، البنانيون يتعاملون مع منتجات العصر ، ومستحضرات العصر ، وتبعا لهذه الحقيقة ، فهم ضد الطائفية . اللبنانيون ، يتسوقون دون أن يسأل بائع واحد ، مشتريا واحدا ، أنت سني ، أو شيعي ، أو حتى طرابلسي ، أوبعلبمي .واللبنانيون يذهبون إلى ملاعب كرة السلة، نصفهم مع النجمة، ونصفهم الآخر مع الأنصار، ولا أحد يتكلم عن الدروز، أو طائف الروم .واللبنانيون أيضا، يجلسون في المطاعم ، وهم مجرد وبائن، فلا أحد جاء لأنه ماروني ، ولا أحد خرج لانه، أرثوذكس . فقط عندما تأتي السياسة تأتي الطائفية، وتتحول العملية إلي كسر لرؤوس اللبنانيين على رأس لبنان . وحينما يظهر فجأة اللبناني الإيراني، واللبناني السعودي، واللبناني السوري ، والفرنسي، ويختفي من الساحة اللبناني اللبناني. لا يمكن أن يكون اللبناني عدوا للبناني ، ولكن السعودي يقاتل الإيراني، والفرنسي، يقاتل السوري، كلهم يتحاربون ، فوق صدر اللبنانيين . الذين يجوعون ، ويمتون فب هذه الحرب غير البنانية ، وغير الواجبة ، هم اللبنانيون وحدهم . والبيت الذي يحترق هو البيت اللبناني وحده ، بالإضافة لقلوب اللبنانيين. الطائفة، و القبيلة، والعشيرة، والأثنية . هي كراكيب عصر ماقبل الدولة المدنية. وإذا لم ينه واللبنانيون ألغام الماضي ، فسوف يجيء ، يوم وتنهيهم هذه الألغام، أو الكراكيب.
والكلام لليبيين ايضا.