صحيفة الصباح
عندما بدأت شركة المدار تشغيل شبكتها في طرابلس، كان الهاتف النقال في الدول المجاورة مشروع علي الورق ، وحتى مجرد أخبار على صفحات الجرائد .
صحيح كانت البدايات صعبة ، وكانت أعمال التوسعة متأخرة، وكانت أسعار الخدمة عالية، وكانت جودة الأداء مفقودة ولكن كانت هناك مبادرة ، وهذا استثنائي .
ثقافة المبادرة تعكس حقيقة مهمة ، وهي وجود ذهنية قادرة على التصالح مع المستقبل ، خدمات الجيل الخامس، لا يعني فقط أن ما كنا نحتاج يوم لتحميلة صار يمكن تحميلة في ثانية .
وخدمات الجيل الخامس لا يعني فقط مضاعفة السرعة عشرين مرة على خدمات الجيل الرابع.
وخدمات الجيل الخامس لا يعني فقط سرعة أكبر، وجودة أرفع ، بأمان أعلى ، بتكلفة أقل .
تدشين الجيل الخامس في ليبيا ، وفي هذا الظرف اليبي الصعب ، والحرب على طرابلس، هو أهم بيان ضد هذه الحرب العبثية ، وضد التخلف وضد إبقاء ليبيا في معسكر السقوط .
الجيل الخامس مشروع حلم بالنسبة لدول الجوار ، ومشروع مرتبك حتي بالنسبة لدول متقدمة ، بسبب الحرب التقنية بين الجبارين الأمريكي والصيني، ولأسباب أخرى .
أهم ما في حادثة انتساب ليبيا لنادي الجيل الخامس، هو مايبعثه ذلك من رسائل في كل الاتجاهات، ولمن يريد أن يقرأ، أو من يريد أن يفهم … يبقى أن دخول الجيل الخامس لا يعني كل شيء ، لأن أهم من ذلك هو كسب ذهنية العصر ، وعقلية ثورة الاتصالات ، والتحرر من الماضي، ومشتقاته .
معركة النفاد للعصر هي المعركة الواجبة ، هي المعركة التي تفرضها على انفسنا .
وافضل إدارة لأي حرب، أن لاندع الحرب تديرنا .
إنهاء الدردشة
اكتب رسالة …..