صحيفة الصباح
لم نستطيع نحن الليبيين في غير مناسبة ، وفي غير مرة ، ان نلتقي كليبيين ، تحت سقف واحد ، وعلى أساس ” أمرهم شورى بينهم ” . ألمانيا التي التقطف هذا الفشل ، أو متلازمة الفشل لتبدأ التحضير للقاء حول ليبيا، ولكن بدون ليبيين، وعلى أساس( امرنا شورى بينهم ) . هل يستطيع الذين كانوا جزءا من فشل الليبيين، أن يكون جزءا من نجاح الحل في ليبيا ؟ وهل فهمت ألمانيا أن المشكلة ليبيا هي مشكلة أطراف غير ليبية ، ويجب حوار هؤلاء ، لتأسيس للحل في ليبيا؟ وهل نقول إن الأمم المتحدة التي تدير الحل السياسي في ليبيا، الحاضنة الأممية للملف الليبي خارج اللعبة الآن؟ ثم ألم تجد المنظمة الدولية نفسها خارج اللعبة ، عندما ارتفع الدخان الأسود في جنوب طرابلس، قبل أن يغادر الأمين العام للأمم المتحدة شمالها؟ وهل مؤتمر برلين هو تسليم بعجز الأمم المتحدة، على إيجاد الحل ، قبل التأكيد على عجز الاطراف الليبية حتى على الاقتراب منه؟ ألمانيا دولة فاعلة ، ولها مصلحة في استقرار ليبيا، ومؤهلة قبل غيرها للعب دور في صناعة الحل ، كما أنها لم تمارس النفاق السياسي تجاه الأطراف الليبية، وليس لها تاريخ سيء بالنسبة لليبيين.
ولكن هل هذه المؤهلات يمكن أن تساعد ” التوربينة” الألمانية على إنتاج الحل السياسي في ليبيا ،وتنجح فيما رسبت فيه الأمم المتحدة ، ومؤسسة مجلس الأمن الاي ظهرت أكثر تصدعا أمام الملف الليبي. وهل هذا التأخير لموعد لقاء برلين ، من أجل تصميم ضمانات النجاح لمخرجات هذا القاء ، ام أنه لعدم اكتراث بجحيم الحرب التي لا تؤلم إلا أقدام الليبيين ؟ الأسئلة كثيرة وحائرة ، ولعل اهم سؤال متي يكون الليبيون ، اقرب لليبيا ؟