بوضوح
بقلم / المحرر
شرفة الملاحة.. بوسليم.. صلاح الدين .. الهضبة البدري .. السواني .. الفرناج.. ومناطق أخرى، تعرضت لقذائف عمياء من قلوب عمياء.
أشخاص غير ليبيين، حتى ولو كانوا ليبيين، يرسلون قذائفهم على طرابلس، ثم يتصفحون موقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة أين سقطت القذيفة، ومن هم الضحايا.
أنس، وسند، وعبد المالك، وزكريا، أربعة أطفال، كانوا في انتظار الحافلة، لتأخذهم إلى المدرسة، فكانت القذيفة أسرع، لترحل بهم إلى المقبرة.
عبد القادر مواطن مغربي جاء من أجل لقمة العيش في طرابلس، فلحقت به لقمة الموت، وهو في طريقه إلى المسجد لأداء الصلاة.
وأسماء أخرى لأطفال، ونساء، وشيوخ، ماتوا بقذائف مدفعية ميدان، أو صواريخ جراد، ذنبهم أنهم من سكان طرابلس، وتصادف وجودهم في مكان القذيفة.
هل يجهل من أطلق القذيفة، بأنها سوف تنزل على رأس طفل، أو امرأة، أو رجل هو كل الدنيا في عيون عائلته؟
هل سوف يأتي النوم لهذا القاتل، وينام، بعدما يكتشف أنه قتل أربعة أطفال، أو هدم بيتا على رؤوس ساكنيه، أو أنهي حياة رب عائلة كان يتدبر وجبة عشاء لأولاده؟
هل هذه الدموية، والتوحش، وهذا الحقد الأسود ، يمكن أن يؤسس لدولة، وحياة سلمية مشتركة على أرض واحدة، وإدارة تنوع خلاق؟
نعم لا يمكن لأي شخص حتى ولو بنصف عقل، أن يصل إلى هذا المنحنى من الاستخفاف، والاستهتار بحياة البشر.
فماذا سيفعل هؤلاء وبهذه الذهنية، لو كان بحوزتهم قنابل النابلم، أو قذائف جرثومية، أو صواريخ تحمل رؤوس نووية؟
الحرب على طرابلس كشفت لنا من هم على استعداد أن يقتلوا كل الليبيين ليعيشوا، كما كشفت لنا من هم على استعداد أن يموتوا التعيش ليبيا، التي دوما فوق كل معتد أثيم.