عدد من الشباب في ميدان الشهداء بالزاوية، يستوقفون المارة بلغة راقية، وبفن علاقات عامة، كي يوزعون عليهم الكمامات، ومطويات تتضمن إرشادات تتعلق بفيروس كورونا .
سلوك هؤلاء الشباب، يستحق أكثر من الإشادة، لأنه يعكس روح التضامن الجمعي، ويعزز ثقافة التطوع.
كان بإمكانهم البقاء في بيوتهم، أو الجلوس في أقرب مقهى لتناول المكياطة، وتدخين الأرجيلة، واستهلاك الوقت في بعض النميمة .
اختار الشباب التوجه نحو ميدان الزاوية للمساهمة في المجهود الوطني، والأممي لمكافحة فيروس فتاك، ومتوحش، وفق تقديرهم.
ولكن بقدر ما يستحق هذا السلوك من إشادة، بقدر ما يستحق من تحفظ، وذلك بسبب ما سينشره من فزع.
بالتأكيد لا نستطيع أن نقلل من خطورة الفيروس، ولكن لا يمكن أن نكون ضحية فزاعة إعلامية، أكثر من كونها حقيقة علمية.
تقول النتائج في الصين « مرکز انتشار الفيروس » ، أن عدد الإصابات تقل، مقابل زيادة في عدد من تعافوا من المرض، وهذا يعني أن الفيروس لم يخرج عن السيطرة.
ربما بعد شهر بعد عام، سوف ينتهي الجيل الأخير من فيروس كورونا، سواء بعلاج المصابين، أو وقاية المحتمل إصابتهم.
ما يهم أن العالم لابد أن يستثمر كورونا کدرس نتعلم منه حقيقتين، الأولى وجود أعداء لكل البشرية، ولا يفرقون بين أبيض وأسود، أو بين مسلم ومسيحي، أو بين أمريكي أو روسي بم والثاني أن العالم مجرد زقاق صغير.
علينا أن ندرك أن هذه القنابل البيولوجية غير المصنعة، قد تظهر في أي وقت، وفي أي مكان، وبصورة أعنف، وأسرع انتشارا .
لهذا ينبغي أن يكون هناك تحالف دولي ضد أعداء مفترضين، بعيدا عن صناعة الفزاعات .