بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
ماذا سينقص من وزارة الصحة لو أنها عينت ناطقا رسميا، يقدم بيان افصاح خلال الساعة التاسعة من مساء كل يوم، ليضع الناس في حقيقة ما يجري؟
لا يمكن أن ينتظر الناس إلى ما بعد منصف الليل ليخرج علينا ربع بيان على صفحة المركز الوطني لمكافحة الأمراض، يقول أنه تم فحص كذا عينة، وظهرت نتائجها سالبة.
هناك عشرة حالات إصابة مؤكدة، يعني هذا أقل رقم، كيف هو تطور الإصابة بالنسبة لهم؟ وهل انتقلت العدوى إليهم افقيا، أم أنها وافدة، كيف تتم متابعة هذه الحالات؟
هناك أسئلة أخرى حائرة تلف وتدور بدون إجابة، وهناك سيل من المعلومات مجهولة المصدر.
الأب غير الشرعي للإشاعة هو الغموض، والمضاد الحيوي لها هو انسياب المعلومات، والشفافية، وبناء الثقة مع الناس.
الإشاعة اليوم تنتشر بأكثر من عدوى فيروس كورونا، ولا يمكن مقاومتها بحملة تخويف، وتهديد، بل بتجفيف منابعها، أي عدم إغفال الأسئلة الحائرة، وتلبية الفضول المعرفي.
هناك ميل لدى الناس لقبول خطاب جلد الذات، ولتصديق كل ما هو أسوأ، وكل ما هو محبط، وهذا بالتأكيد سيكون عبء على جهود التصدي لانتشار الفيروس.
الأمور أكثر من جيدة، وبلدنا لم تتخط المنطقة الصفراء، ومازلنا بعيدين عن المنطقة البرتقالية، وأبعد على الحمراء.
نحتاج إلى خطاب تطمين، إلى معلومات موثوقة في وقتها، لنستقوي بها أمام الشائعات، إلى عمل مهني يرد بحضور ذهني عن سؤال دائخ: (شن صار).