الطفل ادريس من مدينة البيضاء لم يفقد أمه فقط، بل فقد بصره ايضا.
ادريس أخذته جدته إلى قافلة (لم الشمل) الطبية، التي يسيرها مستشفى طرابلس للعيون، في منطقة الشرق الليبي.
اجريت للطفل جراحة معقدة لعينيه الاثنتين من قبل الطبيب الزائر محمد سويلم، بمعاونة فريق من المدينة.
فتح ادريس عينيه ليرى النور لأول مرة، بعد أن كان لا يرى إلا الظلام.
منجز طبي اخر يسجل للطبيب الليبي، الذي يحتاج للقليل من الامكانيات، والقليل من الثقة، والقليل من الاحترام.
ادريس قد تمر عليه ايام أكثر صعوبة، ومشاهد أكثر رداءة، كالتي نراها اليوم.
وإدريس ربما سيتمنى ذات مرارة ما لو أنه ظل بقية عمره فاقد للبصر، بسبب من فقدوا بصيرتهم.
المشكلة ليست استعادة البصر، فقد يتكفل بذلك جراح عيون ماهر، بل المشكلة هي استعادة البصيرة؟
والقضية ليست عمليات القلب المفتوح بل عمليات القلب المغلق، في وطن يستحق أفضل من هذا الانسداد.