أنس جابر أول امرأة عربية وصلت إلى النهائي في منافسات ويمبلدون، إحدى بطولات التنس الأربع الكبرى والأعرق في عالم الكرة الصفراء ، حيث تعد اللاعبة التونسية أفضل من داعبت المضرب عبر تاريخ اللعبة في كامل المنطقة العربية والقارة الإفريقية.
بواكير أنس انطلقت لكن لا يبدو أنها ستنتهي قريباً, فهي أول “عربية وإفريقية” تبلغ نهائي بطولة “غراند سلام”, ولا يعيبها بعد ذاك خسارتها أمام الكازاخية آلانا ريباكانا.
وهي التي كسرت حاجز العشر الأوليات في تصنيف اللاعبات على المستوى العالم, المنشأ عن رابطة محترفات التنس, ولم تكتف بذلك, بل واصلت على درب النجاح حتى حازت المرتبة الثانية.
فازت أنس بثلاثة ألقاب فردية في بطولات رابطة محترفات التنس, بالإضافة إلى أحد عشر لقباً لقبًا فرديًا ولقب خاص بالزوجي.
وعبر مسيرة ملهمة, مرت الفتاة البالغة 28 عاماً بلحظات “أيقونية” منها تلك الابتسامة الخجولة المنطلقة من نفس واثقة, عند انتصارها على … تاتيانا ماريا في نصف نهائي ويمبلدون, أو مغالبتها دموعها إثر فقدان اللقب, ثم تجاوزها ذلك لتهنئة منافستها والمباركة للمسلمين في ذات اللحظة بعيد الأضحى المبارك.
يقف المستقبل أمام أنس جابر فاتحاً ذراعيه لها, كي تحقق المزيد من الانتصارات, والأهم أن تنال لقباً كبيراً, يؤهلها لدخول عالم المتميزات, بل أضحت أسطورة في بلادها والمنطقة العربية.
لكن وحتى بالحاضر فقط, تشكل هذه الفتاة قصة مختلفة, حيث باتت مصدر إلهام للعديد من نظيراتها, اللاتي ظنن سابقاً أن أبواب النجاح موصدة أمامهم بمزاليج عدة, تتعدى الإمكانات إلى ما هو “اجتماعي وسياسي”.
فلأول مرة تضيق المقاهي على قاصديها أول أيام العيد, لمتابعة حدث رياضي لا يكون مباراة لكرة القدم, بل نهائي نسائي في بطولة ويمبلدون, ومدن تونس كانت شاهدة على ذلك.
وتدرك أنس عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها كأيقونة نسائية في عالم التنس, إذ أنها لا تكل من الإفصاح عن رغبتها بأن تمثل مسيرتها بادئة للاحقات أخريات, وأن تسهم بما تقدمه في تعبيد طريق تسلكه مستقبلاً فتيات من المنطقة العربية والقارة السمراء.
قصة أنس تتجاوز كونه لاعبة تنس, فالجميلة القادمة من مدينة قصر هلال تحدت نفسها وقفزت على النظرة التقليدية للمجتمع الذكوري الصرف وكانت منافسة بامتياز ، ومؤكد أن كثيرين كتبوا عن مهاراتها وقوة شخصيتها ولباقتها في الحديث, إلا أن كثيراً آخر أظهرته تلك الفتاة يستحق الغوص فيه واستكشافه, ثم تسليط الضوء على مآلاته بالتحليل.
ومن ذاك, كسر تلك الكذبة التي تحصر اهتمام مجتمعاتنا بجمال المرأة الظاهري, ويقدمها كـ”موديل” يشبع تلك النظرات النهمة من الرجال – إن أرادت النجاح, فأنس ورغم بساطتها الواضحة في التعامل مع الكاميرا, وقطرات العرق التي تسيل على وجهها طوال أوقات المباريات تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي ولديها متابعون علي منصة “إنستغرام “يتجاوزون 19 مليون متابع.
أنس.. المرأة التي تخلت عن الدور البائس والناقص الذي رسمه لها الرجل التقليدي في مخيلته –وكما قال عنها صديقي التونسي هي ليست وعاء جنسي بل امرأة حملت تاريخ بلدها الرياضي وأصبحت اسماً لا يستهان به في المنافسات القادمة ، اليوم تتصدر ” الترندات ” في “السوشل ميديا” وتظهر صورة المرأة والتي تستطيع أن تكون انثى متميزة وقوية وناهمة للفوز في الملاعب.
خرجت أنس بعقلية الكثيرين إلى ضيق النظرة المادية الصرفة إلى المقدرة النسائية لتحقيق بطولات ومراتب متقدمة والمشجعة للرجل أيضاً عندما اجابت ان لاعبها المفضل هو ” نادال ” ولم تصب بداء العنصرية الجنسية ولا بنرجسية الوهم بل أكدت على تحديها لنفسها كسيدة عربية لتخرج من القالب المجتمعي المتخلف إلى عالم النجوم.