سيطرة حالة من البهجة على مواطن جاءت عيناه على إعلان ممول، كان يتضمن صورة لخروف وسكين، و200 دينار فقط.
قال الرجل في نفسه: حتى لو كان الخروف تجميع صيني، يمكن أن يلبي الغرض، فمع هذه الاسعار يحتاج الموظف إلى قرض مرابحة، أو مذابحة.
اكتشف الرجل ما هو صادم فمبلغ (200) دينار فقط هو سعر السكين، وليس الخروف.
لا أحد سيدخل جهنم في الآخرة لأنه لم يقم بذبح خروف في العيد الاضحى، أما جهنم الدنيا فنحن نعيش نصفها.
الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، قام ذات عام بذبح اضحية واعتبرها للامة، واوقف ذبح الاضاحي حفاظا على الثروة الحيوانية.
ماذا لو قررنا نحن الليبيين أن يكون عيد اضحى بلا ذبح، ليس تجاوبا مع جمعيات الرفق بالحيوان، بل الرفق بالموظف؟
فالاضحية بالنسبة لنا هي متلازمة اجتماعية، وعار من لم يذبح، ولهذا فهناك من يبيع لحمه الحي لتدبير ثمن اضحية.
المقصود بالأضحية هو هو التضحية بالنفس، والاثار، ونحن مازلنا تحت سطوة ثقافة: نضحي بهذا الباكستاني، ومازلنا نذبح الخراف، ونأكل لحم بعضنا.
لا نريد أن نفتح عليكم اسئلة من نوع: كيف تحولت مناسباتنا الدينية إلى ظواهر استهلاكية، عيد الملابس، وعيد الذبح، وعيد الالعاب النارية.
نريد أن ندعو لهذا الشعب أن يكون في الحالة الأفضل، فهو لا يستحق هذا الأسوأ.