افتتاحية صحيفة الصباح لهذا الصباح
عادت أسعار للارتفاع، ومرشحة للارتفاع أكثر.
قنينة الحليب عبوة واحد لتر تخطت الثلاثة دينار، ومرشحة للقفز إلى ما فوق سقف الخمسة مع حلول شهر رمضان.
أزمة السيولة بدأت تعود من جديد في نهاية الربع الأول من هذا العام، بعد أن حققت نجاح نسبي في الربع الأخير من العام الماضي.
الفجوة بين النقد والصك بدأت تتسع بعد أن تقلصت مع بداية تنفيذ الاصلاحات.
ماذا حدث بالضبط؟
كان كل شيء يؤشر لانخفاض في اسعار السلع، وحتى ضبط معدل التضخم في حدوده الأمنة.
كانت التوقعات تتحدث عن نهاية لأزمة السيولة، عن تحقيق عائد مهم من خلال رسوم بيع النقد الأجنبي، وحتى تطوير شبكة الأمان الاجتماعي.
لكن حزمة الاصلاحات او التدابير التي اقرها المجلس الرئاسي، ومصرف ليبيا المركزي في صورة اشبه ما تكون باتفاق عقد اجتماعي، صارت تحت إدارة الخوف.
فالتاجر الذي سيقوم بتوريد حليب، أو معجون طماطم يفكر خمسة مرات، وفي السادسة يتراجع، فمن يضمن له أن تظل رسوم بيع النقد الاجنبي على حالها؟
المهم ليس فقط إقرار الاصلاحات، فإدارة هذه الاصلاحات مسألة لا تقل اهمية، حتى لا تترك للتنبؤات القلقة.