“سلو قلبي ”
رائعة ام كلثوم الشهيرة منذ 73 عاما مضت ،أو لعلها رائعة أحمد شوقي المذهلة أو لعلها كل هذا معا.
لا أدري لماذا دارت هذه الملحمة بخاطري وأنا اتلقى عرضا كريما من الأستاذ عبدالرزاق الداهش لأكتب زاوية اسبوعية في هذه الصحيفة.
ربما هو الحنين الى زواية اسبوعبة اخترت لها هذا العنوان بالذات ، وكتبتها بصورة مستمرة على مدار ثماني سنوات متتالية وربما هو هاجس الكتابة الذب لا يموت إلا بموت صاحبه .
” سلو قلبي ” لعله اذن زمان الأسئلة تلك التي لا جواب لها ولكن، مت قال إن علامة الاستفهام تقتنع بامتتاع غيرها عن الجواب؟ إنها تظل تطرق باب السؤال بلا كلل ، وتظل تنتظر الجواب ولو طال بها الانتظار فإلي أين سيمضى بنا درب علامات الاستفهام فى نهاية هذا العمر؟
“سلو قلبي ” ولكني لن اسأل الآن سوى عن مفهوم الوطن وسوى عن روح التسامح ،اين هما الآن؟ وهل فشلنا كشعبفي امتحان الشعوب الكبرى؟ وهل نستحق اصلا توصيف ” الشعب” ؟ام اننا مجرد مجاميع بشرية شاء لها القدر ان تعيش في رقعة جغرافية واحدة منذ آلاف السنين ؟
في جنوب أفريقيا التي يوجد بها أكبر تجمع أوروبي خارج القارة الأوروبية ، وأكبر تجمع هندي خارج آسيا واكبر تجمع ملون في القارة ، ويتكلم شعبها اكثر من عشر لغات، وينقسم سكانها المسيحيون بين اكثر من عشر كنائس مختلفة بينما تتعايش فيها ديانات المسيحية مع الاسلام مع اليهودية مع الهندوسية مع الديانات الوثنية الافريقية المحلية ، وبتوزعون عرقيا بين 5 ملايين من الأوروبيين (الافريكان) ،و5 ملايين من الآسيويين والملونين ، و24 مليونا من المحليين الأفارقة الذين يتوزعون بدورهم إلي أكثر من 8 عرقيات مختلفة كل هذا الخيط خاص تجربة تفرقة عنصرية رهيبة وصارمة استنكرها العالم باسره لكن الجميع نفضلوا غبار ذلك الماض البغيض ووجدوا صيغة رائعة للتعايش لأنهم أدركوا أنهم في مركب واحد إذا غرفت فانهم سوف يغرقون معه.
في ليبيا، ذات الملايينالستة ، واللغة الواحدة ، والدين الواحد ، والعادات والتقاليد المتقاربة جدا وقف الجميع عاجزين عن إيجاد صيغة تعايش يتجاوزونبها ماحدث ، ويظهرون للعالم من حولهم عجزا فاضحا عن فعل التسامح وفضيلة الغفران .
علامة استفهام كبيرة ، وسؤال مؤلم وحقيقة بعيدة تنتظر هناك. من يتجة نحوها فى نهاية المطاف إذا طال به إنتظار الجواب ،فالعلم سوف لن ينتظر طويلا حاوية الكراهية والحقد هذه لكي تفرغ حمولتها كما ينبغي لها ان تفعل . العالم لا يملك كل الوقت ايتها الملايين الستة، والوقت لن ينتظر طويلا من يتلكأ في