كم يكفيكم من دماء الليبيين كي تستريحوا؟
كم يكفيكم من لحم الليبيين كي يهنأ بالكم؟
كم يكفيكم من دموع الأمهات الليبيات كي تكفوا عنّا؟
استمتعوا أنتم بمشاهدة الفيديو جيم الليبي حيث الموت فيه حقيقي، والدماء فيه حقيقية، والحرائق فيه ليست خدعة بصرية.
استمتعوا أنتم بمشاهدة دوري الكرة الليبي الأخر الذي يلعب في المستطيلات السوداء، تفرجوا على رؤوسنا وهي تطاير بين غبار الموت
تمددوا على خليج النفط واللؤلؤ، محروسين بالميراج، والترنادوا، وصواريخ الباتريوت.
هل شهيا دمنا إلى هذا الحد؟
هل شهيا دمنا إلى هذا الجنون؟
اليوم ماتوا عشرة، عشرين ماذا يعني لكم ذلك؟ أرانب برية، قطط سائبة!
اليوم وصل عدد الجرحة مئة، مئتين، ألف، ماذا يعني لكم دمنا؟ عصائر معلبة، مياه صرف صحي؟
أكملوا أنتم ابراجكم، بناياتكم العالية فوق السحاب، فلماذا تدفعون لبناء مقابرنا تحت التراب.
هل أولادنا لا يشبهون الاولاد، ليسوا بشرا مثل البشر، ليس لهم أمهات، وأباء تنزل دموعهم دما.
من قال لكم أن هؤلاء الشباب الذين يحصدهم هذا الزمن الأغبر لن يكونوا أطباء، لن يكونوا علماء، لن يكونوا مفكرين، اساتذة تاريخ، مصلحين.
ماذا سوف تضيف لكم حرائق بيوتنا، وحرائق بلداتنا، وحرائق مدارسنا، وأهم من حرائق قلوبنا؟
ماذا سوف تربحون عندما نقتل بعضنا بعض، ننتف ريش بعضنا بعض، نشعل النار في رؤوس بعضنا بعض؟
هل ستصنعون نهضة، تقيمون حضارة؟ لو اننا تكسرنا، تبدد دمنا من أجل فرجتكم على موتنا بالتقسيط غير المريح.
وفروا عليكم حساب جنائزنا، وفروا عليكم نفقات دمارنا الرهيب.
اتركونا، ما اقذركم، ما أوسخكم.
خذوا كلابكم عنّا ودعونا.
كم بائس هذا الزمن الذي صرتم فيه مثل الرجال.