الصباح 14 رمضان الموافق 19 مايو 2019
بعد الهجوم على بلدة الفقهاء، كانت بلدة غدوة هي الضحية الثانية، لتكون زلة هي الثالثة، خلال فترة الحرب على طرابلس.
نعم للمرة الثالثة تضرب عناصر تنظيم داعش، منطقة ليبية أخرى، وعلى قول الشاعر الراحل نزار قباني: حتى كلاب الحي لم تنبح، ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية .
البنادق صارت تطلق الرصاص على طرابلس، وحتى الكلاب صارت تنبح على طرابلس فقط.
لم يعد لداعش من ملاذ أمن في مشرق الأرض ومغربها، إلا منطقة جبل الهروج، في قلب ليبيا، حيث يسرح عناصر التنظيم ويذبحون في المنطقة، وبشكل استعراضي حتى.
من جبل الهروج تنطلق داعش، مرة للهجوم على بلدة غدوة، ومرة على بلدة زلة، وفي كل مرة تتجه صوب الفقهاء.
وهناك على جدول أعمال التنظيم مشاريع أخرى، لضحايا آخرين، في جنوب ليبي منكوب بامتياز.
والمفارقة اللافتة هي أن محاربة الإرهاب، ومحاربة داعش، كان هو شعار الحرب على طرابلس.
فهل تنظيم الدولة الذي يضرب كل مرة في مكان من ليبيا، هو فقط مجرد برنامج كميرا خفية؟
هل داعش التي ترفع مقولة: أنا أذبح إذن أنا موجود، هي مجرد برنامج تلفزيوني للتسلية في رمضان؟
والسؤال المهم الآن: كم نحتاج من قتيل، ومن جريح؟ ومن نازح في طرابلس كي ننتبه بأن هناك داعش وراء ظهور المهاجمين، وليس أمامهم؟
قرابة الخمسمئة قتيل، وقرابة الثلاثة آلاف جريح، وأكثر من سبعين ألف نازح، ألا يكفي هذا للاستفاقة من سكرة السلطة؟