لا أتصور أن اسرائيل في حاجة إلى عموديتي السيسي، التي تطوع بهم لإطفاء الحرائق الإسرائيلية، ولا اتصور أن للعموديتين دور مهم في جهود إخماد تلك الحرائق.
السيسي بالتأكيد أراد أن يتقرب أكثر من الامريكيين، قبل أن يقترب أكثر من الإسرائيليين.
ولكن بدل إطفاء الحرائق الإسرائيلية، أليس أولى بمصر أن تساهم في إطفاء الحرائق العربية؟
مصر هي الأخت الكبرى لكل الشقيقات العرب، وهي الثقل السكاني بنحو ثلث سكان العرب.
فماذا قدمت مصر للعمل العربي المشترك، وما هو حجم مساهمة القاهرة في اخماد الحرائق المشتعلة في العالم العربي، من سوريا إلى العراق، ومن اليمن إلى السودان، ومن فلسطين إلى ليبيا؟
أكثر من عشرين عاما وملف المصالحة الفلسطينية مركون في عاصمة العرب، ولم تستطع مصر حتى ترتيب لقاء بين عباس، وهنية، ولو على صحن فول.
كنا نريد أن تدير مصر بوابة الحل العربي، ولكنها مازالت مرتبكة حتى في إدارة بوابة رفح.
مشكلة مصر أنها لم تكن مصر، كانت أقل من حجمها الحقيقي، ومن تاريخها الحقيقي، ومن دورها الحقيقي.
ماذا لو كانت مصر وسيطا محترما في المشكلات العربية، وليس طرف في كل مشكلة، وطرف بالنيابة؟
وماذا لو تعاملت مصر، وفق بوصلة وحدة كل بلد، واستقلاله، وحرمة دماء مواطنيه، واستقراره؟
وماذا لو قدم مصر نموذج يحتذى، لدولة المواطنة، والقانون، والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة؟
النموذج المصري حتى لو صلح لمصر، لا يصلح لغيرها، فالمزاج الشعبي يختلف، والظرف السياسي يختلف، والأمني يختلف، والاقتصادي كذلك.
مصر قادرة أن تكون أفضل، وتؤدي دور أفضل، وكل ما نريده من مصر هو أن تكون مصر.