قمة عربية، وأخرى إسلامية، وثالثة خليجية، في مكة.
وسبب القمم الطارئة الثلاثة، هو قيام الحوثيين باستهداف منصات أنتاج نفط سعودية.
طائرات الحوثيين المسيرة، والمصنعة محليا، لم تقتل أحدا، ولم تجرح أحدا، ولم تصب أحدا حتى بمغص في الأمعاء.
اختيار مكة له طبيعته الرمزية، أي لتقديم الحوثيين ليسوا كأعداء للتحالف السعودي، بل أعداء لله.
أما الصواريخ التي تتكلم الرياض على أنها كانت موجهة إلى مكة، واستطاعت المضادات السعودية اعتراضها، في الحقيقة لم تعترضها أي مضادات، لأنها أساسا لم تنطلق.
ولكن ماذا لو وقفنا أمام نتائج حرب السعودية على اليمن الذي كان يفترض أن يكون سعيدا؟
هناك طفل يمني يموت كل عشرة دقائق، أو أقل، نحو أربعة ملايين يمني فقدوا بيوتهم وتاهوا في اليمن بلا مأوى، يضاف إلى ذلك قرابة العشرين مليون لا يعرفون كيف يتدبرون وجبة طعام واحدة كل يوم.
المأتم تم قصفها بالصواريخ، والاعراس قصفوها بالصواريخ، والتجمعات عند محطات التزود بالوقود نزلوا عليها القنابل، هذا غير تدمير شبكات المجاري مما جعل اليمن أكثر انتشارا لمرض الكوليرا في العالم.
أين الضمير العربي، والإسلامي الذي نراه على وضع هزاز في مناطق، ولم نره في اليمن حتى على وضع مهزوز؟
هل تجمد الضمير العربي، والإسلامي، والعالمي تحت التنويم النفطي، وتحت هذا النوع من القات السعودي؟
لو انفقت السعودية على تنمية اليمن نصف ما انفقته على تخريب هذا البلد، لكسبت ثلاثة أرباع اليمنيين، ووفرت نصف النفقات.
نريد قمة للضمير، والأخلاق، وليس قمة للبخشيش، والنفاق.