ليلة تسليم العشماوي، عنوان يليق بأخر أعمال الدراما المصرية، مع نهاية موسم رمضان لهذا العام.
مشهد الاكشن يظهر خلاله العشماوي في مطار القاهرة، محاطا بعدد من الجنود المقنعين، وهم يساعدونه على ركوب سيارة مجهزة له.
احتفاء استثنائي في مصر لليوم الثالث على التوالي باستلام العشماوي، وتصدير الواقعة كانتصار قومي عظيم، ليس بداية من الرئيس السيسي، ولا نهاية بأخر مذيع أخبار في قناة النيل للرياضة.
نوبة من تمجيد الذات تشعرك وكأن مصر وصلت عاصمة كوكب المريخ، وليس معصم العشماوي!
السيناريست المصري، صدّر القصة، كما لو أنها عملية استخبارية معقدة لجهاز المخابرات المصرية، وإلغاء أي دور لغير مصر، مع حملة إشادة بهذه المخابرات، على الكفاءة العالية، والقدرة الخارقة.
أين الكفاءة والقدرة، عندما يرتكب بنك المعلومات، واخطر إرهابي، كل العمليات المنسوبة إليه في مصر، ويخرج من سيناء، ليتحول إلى درنة؟
وأين الأهمية الكبيرة، لشخص يقال أنه المطلوب رقم واحد، ومع ذلك يبقى منسيا لأكثر من ثمانية أشهر؟
ثم كيف تكون للعشماوي كل هذه السيرة الذاتية الفظيعة، ويتم القبض عليه حيا، بكل سهولة، وكأنه في لعبة (بوليس وحرمية)؟
والسؤال الأهم: هل تتعامل مصر معنا كدولة، أم كمخفر شرطة في محافظة مرسى مطروح؟
العشماوي مدان من قبل القضاء المصري بتنفيذ أعمال إرهابية، وكان على وزارة العدل المصرية أن تتقدم للعدل الليبية بطلب تسليمه، عملا باتفاقية التعاون القضائي الموقعة عام 92.
كان يمكن أن يتحقق ذلك عبر الشرطة القضائية الليبية، إذا استجابة ذلك لشروط العدالة الليبية.
فهل تحتاج مصر إلى هذا النصر الكرتوني، لتعزيز استفتاء أبو كرتونة؟
الحق ليس على الطليان، بل علينا نحن.