عندما يحظى تسريح مهاجرين غير شرعيين من مركز إيواء تاجوراء بكل هذا الارتياح الأوروبي، فهذا يعني أن اوروبيين ليسوا مع وضع المهاجرين بليبيا، في أماكن إيواء، ربما لأسباب إنسانية.
وعندما يكون شاغل أوروبا هو تسرب المهاجرين غير الشرعيين، للقارة العجوز، فهذا يعني أن الاوروبيين يريدون أن تكون ليبيا منطقة إيواء، ولأسباب أوروبية بكل تأكيد.
يعني (من الأخير) مطلوب من ليبيا أن تكون بيت ضيافة للافارقة من وراء الصحراء، وخفر سواحل لأوروبا ما وراء البحر.
فهل تظل وكالة من غير بواب للأفارقة، وبواب من غير وكالة للأوربيين؟
وهل يظل الأفريقي في نظر الاوروبيين إنسان عندما يتعلق الموضوع بوجوده في ليبيا. وكائن غير مرغوب فيه عندما يتعلق بوجوده في اوروبا؟
لهذا نريد من حرس السواحل والبحرية الليبية، إعادة النظر، في كل شيء يحتاج إلى نظر.
من غير المعقول كل يومين، ثلاثة أيام ، نسمع خبر انقاذ لعدد من المهاجرين غير الشرعيين على ظهر مركب في عرض البحر.
مشكلة البحرية الليبية أنها تتعامل بمنطق كل قارب في البحر مشروع تايتنك، وبدل تأمين الذهب، يتم تأمين الرجوع.
وهذه قصة لا تنتهي، ففي كل مرة اعتراض مركب خوفا من الغرق، وإعادة المهاجرين إلى أحد مراكز الإيواء، وترحيلهم لبلدانهم، ثم العودة إلى ليبيا، والعودة إلى المراكب.
السادة في البحرية الليبية، إنسانيا لابد من تأمين كل قارب متجه إلى أوروبا. أما باقي المشاعر الإنسانية فهي متروكة للأخوة الاوروبيين.
فلتكن اوروبا كلها مركز إيواء، ليس كاختبار لإنسانية أوروبا، بل لتتحرر من عقدة الذنب