مابين الأسبوع الأول لبداية الحرب على طرابلس ، ومابين آخر أسابيعها، هناك متغير مهم في موقف أكثر من خمس دول .
هذا التبدل ليس بدرجة مئة وثمانين درجة ، ولكن نقدر أن نقول بمساحة تسعين درجة.
هناك من هذه الدول المؤثر من كان داعما للحرب وبوضوح، وهناك من كان دعما بمواربة ، وهناك من لم يكن داعما، ولكنه لم يكن رافضا للحرب.
وتبعا لذلك فقد مجلس الأمن خصوبته في إنتاج القرارات ، ولو إعلانا صحفيا لتعبير عن بعض مشاعر القلق.
كل هذه الدول تعترف بحكومة المجلس الرئاسي ووزاراء خارجيتها يتواصلون مع محمد سيالة .
ولكن لماذا هذه الشوزفرينيا؟ لماذا سفراء هذه الدول لدى حكومة الوفاق وسيفهم عليها.
هناك أكثر من سبب ولكن المهم ماتوفر لهذه الدول من معلومات في بداية الحرب وماتوفر لها بعد شهرين من حقائق .
المعلومة الاولى: تتعلق بالوعاء الزمني للعملية فما كان يتردد على انها سريعة ، وحتى خاطفة ولن تأخد إلا بضعة أيام صاروا أمام حقيقة مختلفة بعد شهر ، وشهرين ، وثلاثة من الحرب .
والمعلومة الثانية: تتعلق بكلفة الحرب التي تحولت الى فواتير عالية للدم ، والإمكانات، يدفعها هذا الشعب موتا ، وجراحا ، ومعاناة صعبة .
والمعلومة الثالثة : تتعلق بمنطق الحل العسكري الذي أثبت الأيام أنه مكلف جدا، ونتائجه لن تكون مقبولة في كل الأحوال، وأهم من ذلك أنه غير ممكن .
الحرب تدخل شهرها الرابع وعدد الموتى يتجاوز الألف الأول هذا غير ستة آلاف جريح ، ومئة ألف نازح .
لهذا كان لابد من إعادة التفكير ، من قبل هذه الدول في إعادة سياساتها الفعلية وليس الدبلوماسية .