صحيفة الصباح
إخوتي القراء الأعزاء ألا تأتيكم أيام في حياتكم لا تريدون فيها الاستيقاظ من النوم والذهاب إلى الجامعة ؟ وإلى العمل ، أو أي مكان ؟ ألم تشعروا بأن الأيام تجري كلها سواء ، لاطعم لها ولا لون ؟ وكل ماتسمعونه وترونه لا يشكل فارقاً في حياتكم ؟ لأنكم ببساطة تشعرون بالملل ! هذه هي الفترة التي أمر فيها الآن ، أجد نفسي فاقدة الحماس المتأجج الذي كنت أتمتع بع ! وطبعاً كان رأي صديقاتي أن هذا أمر طبيعي ، يجي على الإنسان بين فترة وأخرى أن يجدد في روتينه اليومي ، لأنه في الغالب ، متى مابدأ المرء أمراً جديداً ، يبدأ بحماس وتحفز ، ويكون لديه استعداد كبير في التلقي والعطاء ، وبعد فترة تصبح الأمور روتينية ولا يوجد فيها شيء جديد ، مما يسبب الملل ، والحل في هذه القضية هو البدء بشيء جديد ، وكسر هذه الروتينية ، إما بهواية ، أو عمل جديد أو الاسترخاء والراحة للتجديد ، وإعادة شحن ذاتنا للعودة بنشاط وحيوية إلى الحياة من جديد ، فبدأت البحث عما يقوم به الآخرون للتجديد من أنفسهم للاستفادة منها ، فهناك من يقرأ رواية أو كتاباً ، وهناك من يحب السفر ، وهناك من يكسر الروتينية بإضافة أنشطة جديدة ممتعة ، ووجدت أن الخيارات كثيرة ، ويمكن انتقاء منها الأنسب ، أخيراً توصلت إلى أن الاتزان في كل شيء هو الأفضل ، أحياناً يجهد الإنسان نفسه في العمل والدراسة والاستعداد والتخطيط للمستقبل ، مما يجعله يفوت على نفسه اللحظات الممتعة في حاضره
وعندما يقرر الاستمتاع بحياته يجد أن الوقت فات ، وهناك من يعيش حاضره يستمتع بكل شيء ، مما يضيع عليه مستقبله ويخسر هو الآخر ، في حين لو أن المرء عمل باجتهاد ، وأعطى نفسه حقها أيضاً ، مما يجعله يشعر بالراحة الحقيقة ، فلا يشعر بالأسف على نفسه أنه حرمها من كل شيء ، ولا يشعر بالحزن عليها لأنه أهملها .