اللقاءات الليبية – الليبية في تونس أكثر منها في ليبيا أضعاف، ومع ذلك لا أحد من الخارجية التونسية. سأل حتی نصف سؤال من نافذة الفضول المعرفي، ماذا يجري؟، أو كيف الصحة؟
وأكثر المعابر الحدودية نشاطا في العالم العربي، هو معبر راس جدير، بين ليبيا وتونس سواء بالنسبة لحركة تنقل البشر، أو معدل تنقل السلع.
والليبيون عندما يغادرون إلى تونس، فإنهم يتكلمون على التوجه إلى جربة، أو سوسة، أو العاصمة، كأنهم يتنقلون بين مدن ليبية، وليس بلدا آخر.
هكذا فالعلاقة بين ليبيا وتونس ليست فقط علاقة تجاور، أو ترابط تاريخي، هي في الحقيقة أشبه ما تكون بوحدة غير رسمية، وغير معلنة.
ولكن إذا كانت الديمغرافيا تتكلم عن تونس، فالتاريخ لا يمكن أن يلغي الجزائر من مستودع الذاكرة الليبية، كما لا يمكن أن يطيح بليبيا من ذاكرة الجزائر.
العلاقة الليبية الجزائرية ليست حكرا للتاريخ، ولا تقف عند حدود الجغرافيا، فالجزائر كانت تجي، إلى الليبيين مشاعر من الأخوة، والحب، واللحم الواحد.
أما المغرب فحتى ولو كانت المسافات تبعد الليبيين عن المغرب، أو المغاربة عن ليبيا، فحب الليبيين لبلدهم الآخر، أو العكس، أقوي من المسافات .
ولا ننسى موريتانيا رغم لعنة هذه المسافات، كضلع في مخمس مغاربي، هو أولى بأن يكون الحاضن للملف الليبي، والقضية الليبية.
ويكفي أن دول المغرب العربي كانت جزءا من الحل في ليبيا، فلماذا الاهتمام بالدول التي ظلت تشكل جزءا من مشكلة ليبيا، وعلى الأرجح ستظل ؟.
لا نتصور مؤتمر برلين بدون مقعد لدولة مثل الجزائر، او مثل تونس ، التي تمطر علينا معهما سحابة .