بقلم / المحرر
عندما تصاب ليبيا بلفحة برد، فلابد أن تصاب الجزائر بالزكام، والعكس صحيح أيضا .
العلاقة الليبية الجزائرية أكبر من المشترك الجغرافي، والجزائر أكبر من بلد جار بالنسبة لليبيا، كما أن ليبيا أكبر من جار بالنسبة للجزائر.
كانت ليبيا دائما ظهرا بالنسبة للجزائر، كما كانت الجزائر ظهرا بالنسبة لليبيا، وهذا ما تقوله حقائق التاريخ.
ظروف الجزائر لم تساعد هذا البلد الشقيق، على أن يكون له دور إيجابي في الراهن الليبي، لإعادة بناء الاستقرار، والدفع باتجاه الحل.
ولكن الجزائر لم يسجل عليها أي موقف سلبي تجاه ليبيا، فحتى لو أنها لم تسهم في إخماد الحرائق، ولكن لم تمد الحرائق الليبية ولو بقشة.
الجزائر دولة مهمة، ومحورية في المنطقة، والآن تستعيد حضورها، ولا يمكن تهميشها، واستبعادها من أية ورشة حل للملف الليبي.
ولا يمكن أن تكون هناك طاولة في برلين حول حلحلة الحالة الليبية، ولا يكون للجزائر مقعدها، ولدول المغرب العربي مقاعدهم.
صحيح أن بطاقات الدعوة موجهة للدول التي كانت، ومازالت جزءا من المشكلة لتدويرها كي تكون جزءا من الحل.
وصحيح أن الجزائر بدأت الآن في الخروج، من حالة الارتباك المحلي، الذي فرض عليها حالة من الانكفاء الداخلي.
ولكن هذا لا يبرر ترك الجزائر بعيدة عن صناعة الحل في ليبيا، بل وترك دول المغرب العربي خارج طاولة برلين.
لابد أن تكون الأولوية لمن لم يكن جزءا من المشكلة، ليكون أكثر دافع للولوج نحو الحل .
وحضور الجزائر ليس مجاملة سياسية، ولا موقف عاطفي، إنما هو مصالحة مع المنطق.
ليس من حق الجزائر أن تكون غائبة، ومن مصلحة ليبيا أن تكون الجزائر حاضرة