بقلم / المحرر
الذي يطوف بعائلته من مدينة إلى مدينة ولم يجد سقفا يرقد تحته إلا احد الجسور لينام بضع ساعات، هل من سأله حول الحرب على طرابلس؟
والذي لم يجد إلا غرفة مهجورة لحارس ليلي، عند خزان مياه قديم، يحشر فيها أولاده السبعة وزوجته، بعد أن خرج بملابسه التي على ظهره من مناطق الاشتباك، هل من سأله حول الحرب على طرابلس؟
والتي مازالت تبحث عن نصف شقة في أي مكان لا يبعد كثيرا عن مركز لغسيل الكلى، بسبب والدها المصاب بالفشل الكلوي، بعد أن تركوا بيتهم في عين زارة، وتخلوا عن كل ما يملكون، هل من سألها حول الحرب على طرابلس؟
والذي داخ السبع دوخات على أربعة جدران ولم يجد مأوى لعائلته، بما في ذلك أمه المقعدة، ولا يملك أجرة شقة متهالكة لنصف شهر، هل من سأله حول الحرب على طرابلس؟
والتي باعت كل الذي أمامها وخلفها، لتدفع أجرة منزل قديم، على تصور أن المشكلة ستأخذ أسابيع أو شهر، ولم يعد بمقدورها أن تدفع، ولا بمقدورها أن تخلي البيت، هل من سألها حول الحرب على طرابلس؟
نحن لا نتكلم عن من قتلوا، أو من جرحوا، فقط عمن نزحوا، تاركين منازلهم، وممتلكاتهم، وذاكرتهم، واتجهوا إلى المجهول.
أكثر من 25 ألف عائلة، كل عائلة بقصة، وكل عائلة بمأساة، في ظرف صعب جدا، ومأسوي جدا، هم ضحايا هذه الحرب، ضحايا هذاه الشراهة المجنونة للسلطة، من سألهم على هذه الحرب، من أخذ رأيهم فيها؟
أكثر من 25 ألف عائلة اسألوهم عن هذه الحرب، وعن حماية المدنيين، وعن المجتمع الدولي، واسمعوا منهم