اثار مقطع فيديو ظهر خلاله وزير الصحة، وهو يؤدي زيارة للمصاب الليبي الوحيد بفيروس كورونا، موجة جدل صاخبة.
فقد لقى المقطع حالة من عدم القبول، والامتعاض حتى، لدي قطاع واسع من الناس، فيما اعتبرها البعض اخلالا بما تمليه مواثيق الشرف المهني للأطباء والصحفيين. وإذا تعاملنا مع الموضوع وفقا لمقاييس امتحان الأذى، فسنقف على حجم الضرر الذي سيلحق بأفراد عائلة المصاب، من تمييز، وتنمر، ومعاملة غير إنسانية، حتى لو اثبتت الفحوصات، خلوهم من الإصابة. زيارة الوزير للمريض تسجل له، لا عليه، وهي رسالة طمأنة لجيش الدفاع من أطباء، واطباء مساعدين، وباقيا فصائل الحماية، وكذلك لكل الناس.
ولكن ماذا كان (سيفرق) لو ظهر المريض مرتديا كمامة، أو تم طمس معالم وجهه، هي متاحة تقنيا وسهلة، ونحن محتاجين إلى التريث، فانت يمكن أن تقيس مئة مرة، ولكن لن تقص أكثر من مرة. الوزارة بادرت بحذف المقطع من على موقعها، ولكن بعد أن خرج على سيطرتها، وراح يطوف العالم خطوة خطأ تفسد عشرة خطوات صح. أعرف أن بعض من كان يشكك في بيان خلو ليبيا من أي إصابة بفيروس كورونا، هم من شكك في حقيقة الإعلان عن أول حالة، وهم أيضا من استهجن ظهور المريض في مقطع فيدبو الوزير المثير للجدل. الميل لعدم قبول خطاب السلطة، نستطيع أن نقول أنه مزاج ليبي، وعدم الثقة في الحكومة، ثقافة ليست فقط ثقافة لبيبة.
اليابانيون والسنغافوريون، وشعوب اخرى نفذت من كورونا بأضرار أقل، مع ثقة أكثر في جيشها الطبي. نحتاج لشيء من حنة الحكومة، وشيء من نعومة يد الناس، وننخرط بأداء أفضل في الحرب الكونية ضد كورونا.